كتاب الأهداف 

كتاب الأهداف 
كتاب
0 أبريل 24, 2024

( كيف تحصل على كل شىء تريده أسرع مما ظننته ممكناً)

ليس هناك حياة دون أهداف؛ التجارب والخبرات التي يكتسبها الإنسان في مسارات واقعه كلها تؤكد على أن النجاح الحقيقي هو الأهداف. فكل الناجحين من رجال الأعمال والفكر والثقافة والمال يؤكدون على أنهم بدأوا من الصفر وبالعمل والجهد وصلوا إلى ما وصلوا إليه من النعم. الأهداف هي الحياة وهي النجاح الحقيقي والباقي مجرد تفاصيل.

كتاب الأهداف يرسم لنا الطريق إلى أهمية الأهداف من حيث أنها تقينا شر ضياع الوقت والجهد في أمور قد نستغرق فيها سنوات في حين لا تحتاج منا لنحصل عليها سوى أيام معدودات. بمعنى أن طريق النجاح يمر من المعادلة التالية: اكتب أهدافك وضع خططًا لتحقيقها واعمل على خططك كل يوم.

البدايات دومًا تكتسي طابع الصعوبة، غير أن هذه الصعوبات والتحديات التي نواجهها كل يوم هي ما يجعل الحياة معناها. فليس هناك شيء سهل المنال هو الجهد المضاعف من يمنحك الأشياء ويجعلها ميسرة بين يديك. وللإشارة، فالواقع الحالي أفضل بكثير من الوقائع الماضية على اعتبار أن ما يتيحه أمامنا الواقع من فرص أكبر بكثير من كل العصور السابقة.

لكن كيف نبدأ؟ هنا لابد أن نشير إلى قاعدة ذهبية هي ليس المهم أن تبدأ ولكن الأهم كيف ستنتهي. لابد أن يصنع كل فرد فينا عالمه الخاص. لقد منحنا الله قوة عقلية جبارة لكن قليلون من يستغلون طاقاتهم ويوجهونها التوجيه الأمثل. فقدرة عقلك على خلق جميع الجوانب هي قدرة عظيمة وجبارة إذ أن كل ما نراه من تطورات على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والتقنية كانت عبارة عن فكرة بسيطة لدى صاحبها أو مكتشفها. مشكلة الإنسان أنه يحتقر كل فكرة وكل خاطرة لا يلقي لها بالًا. المشاريع الكبيرة والاختراعات العظيمة هي أفكار تبدأ داخل عقل الإنسان وحينما تجد التربة الخصبة تنمو وتنضج وتغير الحياة الإنسانية برمتها. حرر قدرات عقلك وسيتغير كل واقعك مهما بدا لك الأمر صعبًا أو مستحيلًا.

تحرير قدرات العقل يغير مناحي الحياة. صحيح أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش ويستمر في دروب الحياة دون أن يحدد أهدافًا معينة يسعى لتحقيقها ويسارع الحياة من أجلها. ولكن المشكلة ليست فقط في التحديد بل في تحديد الأهداف الحقيقية. مسألة تحديد الأهداف بدقة متناهية تبدو مسألة سهلة المنال لكنها هي الصعب الممتنع والحياة الإنسانية في مجملها خاضعة للأهداف إذ أن الإنسان يحقق أهدافه بشكل تلقائي فبمجرد أن يضبط ويحدد هدفه يكون النجاح حليفًا. لكن هذه التلقائية لا تمنع من السؤال لماذا لا يحقق الكثير من الناس أهدافهم بالرغم من أنها عملية تلقائية؟ هنا يمكننا الحديث عن سبعة مفاتيح تساعد الإنسان على تحقيق أهدافه وتزيد من فرص العثور على أهدافه الحقيقية ويمكن أن نجملها فيما يلي: يجب أن تكون الأهداف واضحة، يجب أن تكون الأهداف قابلة للقياس، يجب أن تكون مقيدة بوقت، يجب أن تشكل تحديًا، يجب أن تكون متوافقة مع قيمك، يجب أن تكون متوازنة بين مهنتك وحياتك الخاصة، يجب أن يكون لديك غاية رئيسية من حياتك.تحقيق الأهداف يتطلب مراعاة مجموعة من الشروط والواجبات.

 إدارة الحياة المالية هي من صميم اختصاص ومسؤولية الأفراد فليس هناك شيء متروك للصدفة. فوضعيتك اليوم وحياتك المادية رهينة أيضًا باختياراتك المختلفة في حياتك الخاصة وهذا هو الدرس الذي يجب أن نتعلمه جميعًا وهذه هي المسؤولية التي لا يمكن لأحد سواك أن يتحملها عنك. من هنا، فاكتساب المال وتحصيله يحتاج الكثير من التخطيط وهو أمر خاضع لمجموعة من المبادئ والضوابط والعوامل الثابتة. فلو أردت مثلًا تعلم الطب، فأنت مطالب أولًا بدراسته وتعلم أبجدياته حتى تصل إلى مرحلة إتقانه وقس على ذلك موضوع المال أو حياتك المالية. تحتاج الكثير من التأمل والتدبر وإلا ستواجه العجز والفشل المالي وبالتالي مواجهة صعوبات الحياة وإشكالياتها المالية. وللمس على الحصول على حياة مادية مستقرة يمكننا الاستعانة بالنصائح التالية: الاهتمام بتحسين الوضع المالي بشكل مستمر، تولي مسؤولية أموالك بنفسك، الرغبة الجامحة في الاستقرار المالي، الثقة في أن الحياة المالية المستقرة أمر ممكن، اكتب هدفك واسعى بكل جهد لتحقيقه.الحياة المالية المستقرة رهينة بالإيمان بإمكانياتها أولًا. 

موضوع الأسرة من المواضيع الحساسة لأن له علاقة بالإنسان ومشكلاته وتعقيد علاقاته وكذلك لأن موضوع الأسرة له امتدادات كبيرة وخطيرة على المستوى الاجتماعي حيث أن الأسرة هي عماد وقوام المجتمع البشري وهذا ما يجعل من عملية تحديد الأهداف فيها تكتسي أهمية كبيرة على غرار الحياة المالية. لكن من أين نبدأ لكي نحسن من علاقاتنا الأسرية وعلاقاتنا الاجتماعية عمومًا؟ للجواب نحتاج الكثير من التأمل والتدبر فطبيعة الرجل ليست هي طبيعة المرأة لكن يبدأ التحسن في العلاقات الاجتماعية من معرفة طبائع كل منهما على حدة والسعي إلى تحسين هذه العلاقات بناءً على الثقة المتبادلة والاعتزاز بالنفس. هذا الأمر يحتاج تصميمًا متقنًا لتطوير الحياة الأسرية والعلاقات الاجتماعية والوضوح. أحد الأسرار المحققة للنجاح هو وضوح الرؤية والوضوح مع الشريك أو الصديق أو الزميل ووضوح الهدف المتمثل في أن الحياة الإنسانية لا يمكن أن تبلغ مداها دون تطوير العلاقات الإنسانية بالدرجة الأولى. إنه المحرك الأول للتحول الإنساني نحو الأفضل. الحياة الأسرية والاجتماعية تحتاج إلى الوضوح في العلاقة.

تراسي, ب. (2012). الأهداف! كيف تحصل على كل شىء تريده أسرع مما ظننته ممكناً. مكتبة جرير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *